فيلم Joker ثورة في أفلام القصص المصورة

عرف الچوكر منذ بداية ظهوره كعدو أزلي لباتمان، لا يذكر أحدهما إلا ويذكر اسم الآخر، في 2005 اتخذ نولان خطوة جريئة وعظيمة في تتبع لحظة خلق (باتمان) وبعدها بثلاثة سنوات قدم كلاسيكيته الأهم The Dark Knight، هيث ليدجر كان أيقونيًا في دور الچوكر، ندبته الشهيرة وجنونه وعبقريته، والأهم، شره الغير مبرر، صراع الفيلم في ذروته بينهما يمكن تلخيصه في قوة الشر الغير مبرر وقوة الخير الغير مبرر، صنع نولان كلاسيكية حقيقية للدرجة التي تجعل كل صناع السينما يخشون من تقديم الچوكر مرة أخرى.

الكوميديا بالنسبة لي مستمدة من الحقيقة، وفي السنوات الأخيرة أصبحت الحقيقة منفرة، ومن الصعب أن تكون مضحكًا إذا كانت الحقيقة منفرة.
—المخرج الأمريكي تود فيليبس
joker
في Joker تود فيليبس يحاول الرجل أن يتخلى عن أسلوبه في تقديم أفلام الكوميديا، فيليبس يرى أن العالم لم يعد يحتمل أن يؤخذ بمحمل السخرية، يقدم فيلمًا فوضويًا يميل إلى السوداوية، وهذه المرة بطل الفيلم اعتاد أن يقدمه صناع السينما في دور الشر، فيليبس هنا يحاول أن يقف بجانبه ويستكشف جذوره وكيف آلت الأمور لتصنع واحدة من أكثر الشخصيات سيكوباتية وشرًا في تاريخ السينما، ينزع شخصيته الرئيسية من أفلام القصص المصورة ويفرد لها مساحتها الخاصة. يضع فيليبس عائلة «بروس وين» في موضع الادانة لأول مرة ضمن مجتمع ممسوخ حوّل المهرج «آرثر فليك» إلى مجرم مجنون، نكات «آرثر» لا تضحك أحدًا لأن (فيليبس) لا يرى أن هناك ما يستحق الضحك في عالم مسعور يسقط إلى الهاوية ويفقد معناه يومًا بعد يوم، ويتخذ الفيلم في سرده وجهة نظر «آرثر) المضطربة والمحاطة بالهلاوس التي تصبح محرك الحدث.

يحتوي الفيلم على العديد من الإشارات إلى كلاسيكيات سابقة، بالإضافة إلى V for Vendetta واحد من أشهر الأفلام المأخوذة عن قصص مصورة، وهو أمر غير مسبوق، ومع أن الفيلم يفتقد في أحيان كثيرة إلى الانسجام إلا أنه تجربة جريئة ومختلفة في هذا النوع من الأفلام.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-