فيلم 1917 جرأة في فهم الزمن

في 2014 حصد ايناريتو أوسكار أفضل فيلم ومخرج وسيناريو أصلي في فيلمه Birdman الذي تم تصويره ليظهر كأنه لقطة واحدة، حركة الكاميرا المستمرة والدورانية كانت ضرورة درامية للتعبير عن وساوس بطله وهواجسه النفسية، لكن الاستمرار في هذه الحركة في المشاهد التي لم تظهر فيها الشخصية الرئيسية كانت دخيلة على جو الفيلم وظهرت اللقطة الواحدة كأنها استعراض للعضلات، لكن بعد ستة أعوام يستوعب سام منديز الدرس جيدًا.
فيلم 1917
في 1917 يحكي سام منديز مهمة صعبة يكلف بها اثنان من الجنود الانجليز أثناء الحرب العالمية الأولى، وهي توصيل أمر لإحدى كتائبهم بعدم الهجوم على الألمان لأنهم نصبوا فخًا. جرأة سام منديز في هذا الفيلم تظهر في محاور رئيسية، أولها اختيار الحرب العالمية الأولى كإطار زمني للحدث، فالتطور في معدات الحروب لم يكن كبيرا مثل الحرب التي تلتها، وهذا بالضرورة يلتحم مع فردانية الفيلم واعتماده على شخصين فقط في رحلة هروب، الأمر الذي جعل اختيار اللقطة الواحدة نفسه متوحد مع نسيج الفيلم ولم يجعل المشاهد يشعر بالمجهود المبذول خلف إنجازه البصري.

ثاني الأمور أن الفيلم رغم إنجازه التقني الهائل إلا أنه لا يغفل وحدة الفيلم وتأثيره العاطفي الموزون، وإنما تجعله كأنه زمن جديد يولد من زمن سابق، ولم ينجرف في تشويه العدو، حتى أنه لم يظهر إلا نادرا، أو التمجيد الإعلامي للدولة، بل أنه وجه لومًا خفيًا للقيادات.

ما الذي جعل فيلم 1917 يختلف عن أفلام الحروب الأخرى؟

هل تظن أن الزخم الإعلامي الذي حصل عليه فيلم 1917 أكبر من حجمه أو مبالغ فيه؟ البعض ظنّ ذلك مسبقًا قبل أن يُشاهدوا الفيلم بأنفسهم ويكتشفوا عبقرية المُخرج الفذّة في إنتاج الفيلم ليبدو كأن الساعتيْن تم تصويرهما في لقطة واحدة دون انقطاعٍ بالأحداث. فقد تم تصميم المشاهد بحيث تبدو جميع القطعات فيها غير مرئية، وكأن المخرج ينتقل من مشهد إلى مشهد دون انقطاع!




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-