فيلم Jobs تقصير فى حق مؤسس شركة Apple

Jobs poster
جوبز فيلم درامي امريكى اصدار عام 2013 ،الفيلم من بطولة أشتون كوتشر ومن إخراج جوشوا مايكل ستيرن و إنتاج مارك هولم، يسرد الفيلم قصة حياة المدير الفني السابق ومؤسس شركة أبل و المخترع الراحل ستيف جوبز ضمن تقييم وانتقادات مخيبة للأمال، فيلم كان سيدفع ستيف نفسه للجنون لمشاهدة حياته تُعرض بهذه الطريقة الباهتة ، فهو نفسه الذي قال “المشكلة الوحيدة في مايكروسوفت ، إنها ببساطة ليس لديها ذوق”. جوبز الذي توفي في 2011 عن عمر يناهز ال 56 بسبب مضاعفات سببها سرطان في البنكرياس ، رأى في نفسه فناناً حيث قال (في حديثه عن ماكنتوش) : “الفن العظيم يمد الذوق ، لا يلحق الذوق”

بحسب أحد النقاد: أنا شخصياً إن لم أعلم من هو ستيف جوبز لوجدت الفيلم سيئاً جداً. ما هو منتظر من فيلم مدته ساعتين عن أكثر الشخصيات العامة أهمية في الأوقات الحديثة ؟ الفيلم لم يذكر الكثير من الأحداث التاريخية المميزة ، زملاء منسيون و مشاريع تجارية مهمة جدا ، الفكرة هي ليست أن هناك فراغات في السيرة الذاتية لستيف جوبز بل من تم نسيانه ؟ حيث تم الغفل عن مشاركة ستيف مع شركة “Pixar” التي مولها في عام 1986 ، و امتلأ الفيلم بمشاهد لأشتون كوتشر (Steve Jobs) يلوح بيديه كأنه مايسترو لأوركسترا، أو نجده يمشي و هو يفكر في تلميح إلى أن جوبز كان يفكر كثيرا ..!


اكبر مشكلة في الفيلم أنه ليس بالضرورة أن يقدم أي شيء حقيقي أو صحيح بل يقدم ستيف جوبز الذي يريد العالم أن يراه، ما عُرض في الفيلم ليس ستيف جوبز كما كان أو كيف كانت الأمور في الواقع، لقد شاهدنا ما يريد الجميع أن يشاهد في ستيف جوبز و ما يريدون أن يتذكرونه به، الفيلم أيضا مثل جوبز مهووس بالتفاصيل الصغيرة مثل كون ستيف يأكل الفواكه فقط و بعض المزاح عن كونه لا يستحم أبدا ولكن هذه التفاصيل بجمعها لا تصل إلى قطعة كاملة مذهلة، اشتون كوتشر الذي أدى دور ستيف جوبز لم يكن بهذا السوء، بل قدم كل ما يملكه في محاولته لالتقاط مشية جوبز المميزة و مزاجه الزئبقي، أدائه أتى من تجميع التكلف و التصنع من دون إحساس عميق أو إدراك.

صورة توضح الشبه الواضح بين الشخصيتين
في النهاية المشكلة ليست بالممثلين بل بالفيلم بحد ذاته، في نهاية الفيلم اشتون يقف و إبهامه متوضع على ذقنه في محاكاة واضحة للصورة التي استُخدمت على غلاف السيرة الذاتية لجوبز من كتابة والتر ايساكسون (بالمناسبة كتاب ايساكسون نفسه يتم اقتباسه في الوقت الحالي لعمل فيلم آخر عن جوبز من قبل آرون سوركين، الذي فاز بجائزة الاوسكار لاقتباسه لقصة الفيلم The Social Network. برأيي يقع اللوم الأكبر على صانعي الفيلم، الذين لم يجدوا الطريقة المناسبة للتعبير عن “الشغف، الكمالية، الشيطنة، الرغبات،الفنية، الوحشية و الهاجس من اجل السيطرة” التي أحصاها والتر ايساكسون في شخصية ستيف جوبز.
صورة اشتون كوتشر
لم تأت الرياح كما تشتهي السفن بالنسبة إلى القائمين على فيلم Jobs الذي يستعرض حياة مؤسس شركة أبل الراحل ستيف جوبز، وعُرض أخيراً في دور السينما. إذ جاء منقوصًا وغاب عنه عامل السحر الذي كان يأمل فيه كثيرون. كان الفيلم جامدًا من الوهلة الأولى، وبدت الأمور محبِطَة بالنسبة إلى كثيرين من المشاهدين والنقاد. وذهب البعض إلى القول إن الخطأ الذي ارتكب هو تركيز القائمين على الإخبار بدلًا من الإظهار. ومع هذا، يجب عدم إغفال حقيقة الجهد الذي بذله بطل العمل، أشتون كوتشر، الذي تقمّص شخصية جوبز بإتقان، شكلًا ومضمونًا، ويكفي أنه قدّم فرصة إلى المشاهدين للتأمل بحرفية جوبز في فنّ تقديم عروض الشركات. والمعروف أن جوبز كان يُلهِم ويُمتِع ويربط الناس بأحلامهم ويلامس عواطفهم. يبدأ الفيلم بخطاب مؤسس Apple وهو يعرض المنتوج الذي أعاد الشركة إلى الصدارة عام 2001: جهاز الموسيقى النقال iPod. ثم يعود إلى عام 1974 لنرى الخطوات الكبرى في حياة الرجل، حياته المبكرة في جامعة ريد، عمله في شركة Atari، تأسيس Apple والحرب الضارية داخلها بين نظام Macintosh بقيادة جوبز ونظام Lisa بدعم المديرين.

ونرى كيف طُرد جوبز من الشركة التي شيدها وكيف عاد إلى كنفها. لكن الفيلم لم يتمكّن من إشباع المهتمين بحياة ستيف جوبز المعقدة حيث يعطي تغطية عامة مشوبة ببعض الأخطاء عن نشأة الشركة أكثر مما يعطي تعمقًا في شخصية مؤسّسها صاحب الكاريزما العالية والتصرفات الغريبة. والأهم، أن هناك تعمدًا في إخفاء مرض ستيف جوبز وموته، الأمر الذي جعل قصّة السيرة الذاتية ناقصة، خصوصًا أن فكرة الفيلم ظهرت بعد أشهر من وفاته. الجدير بالذكر أن فيلم Jobs حقق في أسبوعه الافتتاحي 6.7 مليون دولار فقط، ليعد من أسوأ افتتاحيات الأفلام بالنسبة إلى بطل الفيلم أشتون كوتشر بعد فيلمه My Boss's Daughter عام 2003 الذي حقق 4.8 مليون دولار في أسبوعه الأول.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-